الخطوات الخمس لتحقيق السعادة!

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة






 اهلاً بالجميع بعد قرابة السنه والنصف من التدوينة الاخيرة :)

في البداية احب ابشركم بحصولي على درجة الماجستير وعودتي للوطن ولله الحمد.

واليوم اكتب لكم مقال جديد تحت عنوان الخطوات الخمس لتحقيق السعادة!



السعادة هي غاية جميع البشر وان اختلفت طرق واساليب الوصول إليها. كمسلمين بالطبع، فإننا دائماً ما نربط امر السعادة بالحالة الدينية عند الافراد الباحثين عنها. فالشخص العاصي من وجهة نظرنا لا يعيش في الواقع سعادة حقيقية، والملتزم دينياً هو من اسعد الناس. لا يوجد اختلاف ان الانسان كل ما ازداد إيمانه وقرُبه من ربه أصبح أكثر سعادتاً، وبالطبع هذا مرتبط بحسن ظنه بربه في المقام الأول، وهو شيء بين العبد وخالقه.
يقول الله تعالى (إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ).   
من منطلق هذه الآية، اعتقد شخصياً ان مفهوم السعادة يأتي من الداخل اولاً، بمعنى انه موضوع يعتمد على مدى إيجابية الفرد الباحث عنها. والذي يعني ببساطه مدى جمالية او قبح الصورة التي تُرسم في مخيلتنا نتيجة الاحداث الحاصلة من حولنا.
في أحد حلقات برنامجه الذي يحمل اسمه، سأل المذيع الأمريكي الشهير ستيف هارفي ضيفه الكاتب والقس ثوماس جاكيز عن آلية ما يمكن للفرد فعله من اجل ان يكون سعيداً؟ وكانت إجابة الأخير بأن هناك خمسة خطوات إذا فعلها الشخص فإنه يصبح سعيداً مهما كان ومهما كانت نوعية الحياة التي يعيشها، واتناولها كما يلي:
اولاً، ان يكون الفرد مسئولاً عن سعادته: بمعنى ان يسعد الشخص نفسه بنفسه. وهنا نتحدث عن تلك السعادة النابعة من القلب والمستقلة عن تلك القادمة من أطفاله، زوجته، او أشيائه! وبالتالي ان لم تكن انت الشخص الممسك بزمام سعادته، فأنه سيكون من الصعب ان تكون سعيداً عند القاء مسئولية سعادتك على عاتق الآخرين الذي هم ربما لا يملكون الوقت او المزاج الكافي لإسعادك في كل حين!

ثانياُ، ان تتحدى قصة حياتك!: الكثير من الأشخاص يُصابون بالحزن والاكتئاب عندما يشاهدون واقعهم والأمور التي تحصل لهم مستسلمين لجميع الظروف وكما لو ان قصة حياتهم هي حقيقة مسلَمه! بينما في الواقع هي وجهة نظرهم حيال ما يحدث فقط. الحل حيال ذلك بطبيعة الحال هو ان يغير الشخص القصة ببساطه، جميعنا يملك زمام كتابة قصة حياته، فإذا كنت انت الكاتب فلماذا لا تقوم بتغيير النص؟! هذا بالطبع لن يحدث إذا لم نقم بتغيير الطريقة التي نخاطب بها أنفسنا حيال من نحن وما نريد ان نصنع في حياتنا!

ثالثاً، استمع بالرحلة، وليس الوجهة: الكثير منا، ولا أنكر إني اولهم، نقوم بتأجيل سعادتنا إلى وقت ما سيحدث في المستقبل. مثل قول: سأكون سعيداً عندما احصل على الشهادة الفلانية، عندما اتزوج، او عندما ارزق بأطفال ...الخ وهذا مما لا شك فيه خطأ جسيم لا ننال معه السعادة. هذا بطبيعة الحال لكوننا لا نعلم فيما إذا كنا سنصبح سعداء في ذلك التوقيت المستقبلي، او أننا سنكون مشغولين بأهداف أخرى تؤجل سعادتنا أكثر وأكثر للأسف الشديد! وهنا يقترح الكاتب ان لا نحتفل عندما نصل إلى الوجهة، ولكن نحتفل طول الطريق لها! الكثير من الأشخاص يجعلون من اهدافهم سكيَناً يقومون بغرزها في اجسادهم كل يوم متعلثين بانه لا يوجد لديهم الوقت الكافي، وهذا من شأنه ان يحرمهم من عدة فرص وتجارب وخبرات يتجاوزونها اثناء عبورهم الطريق لأهدافهم.

رابعاً، لا تهمل علاقاتك: من طبيعة النفس البشرية اهتمامها بتكوين علاقات ممن حولها، وقبل كل ذلك علاقة الشخص بخالقه سبحانه وتعالى.  بطبيعة الحال عندما يدرك الشخص ان هناك إله مسئول عن تدبير اموره وهو ارحم به من نفسه، فإن الطمأنينة والسعادة تكون أقرب إليه. فإذا اشتد الامر وصُعب الدرب، فنحن نعود للحديث والدعاء لخالقنا وميسر امورنا. بعد ذلك، علاقة الشخص مع نفسه! نعم مع نفسه. إذا لم تكن ترى نفسك ذا قيمه او لم تكن تُحب نفسك فإنه من الصعب ان يقدَرك او يحبَك الآخرون.  قد يسأل السائل كيف اقيس ذلك؟ حسناً، هذه ليست طريقة علمية ولكن جرب ان تتذكر أحاديثك مع الآخرين. ما يحدث عادتاً ان الأشخاص يحاولون جذبك إلى عواصف الاحداث الدرامية والقصص الحاصلة في حياتهم، وعندما تكون خاوياً ولا ترى أنك تملك شيء يُستحق ان يروى او تعليقاً تريد ان تبوح به، فأنك ببساطة ستكون جزءاً متطايراً من شظايا عاصفتهم الخاصة طوال وقت مكوثك معهم.  في المقابل، عندما تقدَر نفسك، وتبوح بما لديك، ستجد أن جميع من يصل سيجد نفسه في حفلة قد بدأتها انت بالفعل! وبعد هذا، علاقتك بمن حولك. بكل تأكيد ليس هناك ثمار بلا أصدقاء، فأنت بكل بساطة ناتج الأشخاص الذين تحيط نفسك بهم.

خامساً، موازنة العمل مع متعتك الشخصية: ببساطة، إذا كنت من النوع الذي يعمل كل يوم فأحرص على ان لا تجعل إجازة نهاية الأسبوع تمضي دو ان تستمتع بكل قطرة منها. في الجانب الآخر، إذا كنت ممن يلهوا كل يوم، فحتماً لن تكون راضياً عن نفسك بان تضمي الأيام وانت بلا عمل. لأنك بطبيعة الحال ستموت جوعاً ان لم تكن من هؤلاء الذين ولدوا في فمهم ملعقة من ذهب. الخلاصة هنا ان التعب المتمثل في الدراسة، العمل، او التمرين هو الذي يوجد التوازن في حياتنا ويجعلنا نفهم معنى السعادة الحقيقي القادم بعد الإرهاق والمكتمل بالإنجاز.

إلى اللقاء

2 تعليقات:

Saud يقول...

وعليكم السلام، أهلًا وسهلًا يا عبدالملك، وألف مبروك حصولك على الماجستير والله يوفقك. :)

تدوينة جميلة، ولكن هنالك بعض الأسباب التي ربما غفلت عنها وهي الأسباب النفسية الحرجة والعضوية كذلك، فالأسباب النفسية ربما يعالجها نفس الشخص بدون استخدام أدوية ونحوه، ولكن إذا كان الأمر حرجًا فيخرج الأمر عن السيطرة ويضطر الشخص لاستخدام الأدوية ليبقي نفسه طبيعيًا وسعيدًا نوعًا ما. ولا يقتصر الموضوع على الجانب النفسي فقط، بل توجد حالات تكون المشكلة فيها عضوية ويحتاج الشخص لأخذ أدوية كذلك لمعالجة نقص معين يعاني منه.

وكذلك القناعة لها دور كبير في السعادة، وصدق من قال "القناعة كنز لا يفنى."

شكرًا يا عبدالملك ولا تقطعنا. :)

AnimatiOn يقول...

اهلاً سعود..شكراً لأخذك الوقت دائماً للتعليق.

انا بإعتقادي حينما نبدأ بالتحدث الأسباب النفسية والعضوية فإننا هنا ننتقل لموضوع آخر.

نحن هنا نخرج إلى المشاكل النفسيه الحقيقيه التي تستدعي إلى استشارة اخصائي نفسي.

اتفق تماماً انه قد يكون هناك اسباب عضوية. ولكن كما اسلفت نحن هنا نتحدث عن الشخص الطبيعي والذي لم يصل لتلك المرحلة بعد.

شكراً سعود :)

إرسال تعليق

شاركنا برأيك :) ..

Favorites More More