المكان الموعود في أيامنا الخوالي

بسم الله الرحمن الرحيم  

 الـسلام عليكم .. 





اليوم لدينا فيلم تجري أحداثه عبر 90 دقيقة .. فكرته رومانسية مطعمة بمكنونات مذهلة عن العالم وما حوله

الا وهو فيلم المكان الموعود في أيامنا الخوالي | The Place Promised in our Early Days

أحداث القصة تجري في اليابان في عالم آخر وفي آخر التسعينات حيث الجنوب يعيش تحت الاحتلال الأمريكي بعد الحرب العالمية الثانية، والشمال ممثلاً في جزيرة هوكايدو - اسمها إيزو في الفيلم - تسيطر عليه قوات الاتحاد - رمز عن الاتحاد السوفيتي -
 حيث نشاهد الشابين تاكويا شيركاوا وَ هيروكي فوجي ساوا وهما يستعدان للإجازة الصيفية في سنتهم الأخيرة من المرحلة المتوسطة، تاكويا عضو فريق المدرسة في رياضة التزلج على الجليد، وهيروكي عضو فريق الرمي بالنشاب، يتعرفان على زميلة الدراسة عازفة الكمان سايوري ساواتاري التي تقدم رسالة تعبر فيها عن مشاعرها تجاه تاكويا الذي يتجاهلها ،
 بينما هيروكي يشعر بالعاطفة تجاهها 

 وفي يوم من الأيام يتقابلان -هيروكي وسايوري في محطة القطار وتنشأ بينهما محادثة لطيفة،
 لتكون صداقة جميلة بين الثلاثة الذين يتواعدون على أن يذهبوا يوماً من الأيام إلى برج هوكايدو العملاق الغريب الذي يشاهدونه على الدوام من مضيق تسوجارا، وبطائرتهم البيلا سيّلا التي وجدها الشابان محطمة في العراء، حيث عكفا على ترميمها وتركيب قطعها من مصنع السيد أوكابي الذي وافق على ان يستخدماها في العطلة الصيفية.

فجأة ودون مقدمات تختفي سايوري ..
 الشابان يتوقفان عن العمل على طائرتهما بسبب ذلك وما خلفه من إحباط في دواخلهما 


الصديقات يفترقان فـ هيروكي ينتقل إلى الثانوية في طوكيو حيث لا يستطيع مشاهدة برج هوكايدو إلا في الأيام الصافية،
 بينما ينضم تاكويا إلى مؤسسة تعود ملكيتها إلى قوات التحالف "اليابان وأمريكا بعد إنهاء الاحتلال"، حيث يلفت الانتباه إلى عبقريته الفيزيائية المبكرة، والتي يمكن أن تقود إلى شيء حول برج هوكايدو الغريب، الذي يُعتقد بأنه مصمم للاتصال بالعوالم الموازية، وهو تعبير مثير عن فيزياء الكم، ومشقة متكلفة للاتصال مع الجمهور المشاهد، الذي قد لا يكون على اتصال فكري مسبق مع الفيزياء والنسبية والتوازي، لكن حين التجاوز عن ذلك والتركيز على علاقة الثلاثة بالقصة، يمكن إدراك الفكرة الكامنة وراء وجود البرج.
بعد ثلاث سنوات .. هيروكي القاطن بطوكيو كان يعيش اكتئاباً بسبب غياب محبوبته سايوري غير المبرر 
حيث لا يتوقف عن رؤيتها في أحلامه تعيش فزع الوحدة، يفاجأ يوماً برسالة أرسلتها منذ فترة ثلاث سنوات بينما يقرأها هو في عام 2000م، ينطلق إلى منطقة "أموري" حيث ترقد هناك في المستشفى، بسبب إصابتها بمرض "ناركوليسبي" غيبوبة من نوع نادر، بسبب فوضى في المناعة الذاتية للدماغ، يدرك رئيس مؤسسة التحالف السيد "توميزاوا" ارتباطها بالبرج الذي بدأ يكون قطراً مساحته الكيلومترين، قد يحول المنطقة المحيطة به إلى بيئة بديلة "كناية عن عوالم التوازي"، ذلك العالم الذي أدركه هيروكي في اتصال نادر من نوعه مع سايوري، ليدرك معه أيضاً أن شفاءها لن يتم حتى يطير بها إلى - المكان الموعود في أيامهم الخوالي - الا وهو البرج .
الفيلم ينضح بالكثير من المشاعر، سواء الوطنية المتمثلة في جبهة التحرير "يولتا" التي ينضم لها صاحب المصنع السيد. أوكابي، الذي عانى من فراق عائلته بسبب الانفصال..
 والصداقة العميقة بين هيروكي وتاكويا والتي تحولت في أحد مفاصلها الزمنية إلى علاقة عداء غريبة ..
 الحب العذري بين شخصيات الفيلم الرئيسية هيروكي وسايوري، تاكويا وماكي، حب مستعصي الفهم شبيه بالعلاقات المعقدة في أعمال الأنمي الشهيرة مثل "قلعة السماء: لابوتا" للمخرج هاياو مايزاكي عام1986م،
و "صائد الفمباير للمخرج  د. يوشياكي كواجيري عام2000م،
 والإنسانية التي تدفع ثمن كل حماقاتها،
والكثير من المواضيع التي يبدو أن مخرج هذا العمل الشاب شينكاي متعلق بها..
 لرسمه مسار شبيه بمسار مايزاكي الشهير.

"تينمون" يقف خلف موسيقى الفيلم في التعاون الثالث بينه وبين شينكاي، وطول الفيلم عن سابقيه، يتيح له إظهار قدرته، على خلق لوحات جميلة متكافئة من المقطوعات الوترية بالكمان، مع الرسوم التي تتميز بخلفيات خرافية، مليئة بالأضواء البراقة واللامعة ورسوم الكمبيوتر التي تميزت بها أعمال شينكاي، بسيناريو يبدو مزدحماً بالمصطلحات العلمية   :(
 لكنه ذكي في ارتباطه بالإنسان والبيئة :) 

الفيلم شاعري إلى حد الألم ، وأسلوب التحرير هو ما اعتدناه بالضبط من مخرج له رؤيته الخاصة والحالمة، تدافع لوحات كثيرة، قطع متكرر للمشهد وتكريره بذكاء لبلوغ اللحظة القصوى، التصوير من زوايا متعددة ومتناقضة أحياناً، الأضواء والمطر والثلج والدخان الأبيض والمناخ الكئيب وأعمدة الكهرباء كثيرة الأسلاك، الدفق الموسيقي المتواصل، أسلوب الراوي المتعدد من كل شخصية، كل تلك العناصر كونت منجزاً، استحق العديد من الجوائز، داخل اليابان كمهرجان مانشيني كأفضل فيلم لعام 2004م، وخارجها كمهرجان كندا للأفلام الفنتازية لذات العام،
 هو ليس أول الأفلام الرسومية اليابانية الفائزة بجوائز كهذه، وحتماً لن يكون الأخير

,

تقييم موقع IMDB لهذا الفيلم هو 7.4


ولزيارة صفحة الفيلم تفضلو من هنا

على الخير والمحبه نلتقي ^^




- محبكم :
  AnimatiOn LOver
 

0 تعليقات:

إرسال تعليق

شاركنا برأيك :) ..

Favorites More More